الرأسماليه و سياسة التجويع و الفقر 

قد تظن و نعتقد أن هذا هو المفهوم الاصلي للرأسمالية بأنها نظام اقتصادي يقوم على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وخلق السلع والخدمات لأجل الربح و المنافسه في الأسواق و ما اخفي كان اعظم.

  في بدايات تشكل الرأسماليه كانت الرأسمالية بمثابة ثورة في عالم الإنتاج وفي تطوير القوى المنتجة التي نجحت في التخلف من قيود النظام الفيدرالي القديم والذي كان اقرب إلى العبودية منها إلى العلاقات الإنسانية الطبيعية و لكن سرعان ما تغيرت في السنوات العشرين الأخيرة قد اتخذت منحى مغايرا إلى حد بعيد عن النظام الرأسمالي الكلاسيكي و كانت سبباً رئيسياً إلى ما نراه اليوم من إفقار للشعوب الناميه و مسرحية المنظمات الدوليه و الغذاء العالمي , في السنوات التي أعقبت الأزمة المالية العالمية لعام 2008، يشهد العالم موجات متزايدة من التشكيك والرفض ضد النظام الرأسمالي، أكبر من أي وقت مضى منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.

 وقد صارت أزمة الاقتصاد العالمي المستعرة تتجلى في كل مجالات الحياة، مسببة اضطرابات هائلة في السياسة والعلاقات الدولية و اصبحت السياسات الخاطئة للعولمة بقيادة أميركية جعلت الناس يعانون المجاعة في عدد من الدول النامية إلى ضعف الاستقرار الاجتماعي في هذه الدول، مما أضعف قدرتها على الحفاظ على تماسكها الداخلي، واستقلالها الشكلي، وتحررها من التبعية الغذائية ؛ و عندما صارت سياسات حكومات الدول العظمى و الرسماليه مزيج يهدف إلى الجشع و الطمع و استغلال الموارد خارج حدود أراضيها كان للرأسمالية الجزء الأكبر من هذه السياسه. 

    و يقول جون كينز و الذي يلقب ( بالقاتل الاقتصادي ) أن أغلب الشعوب الفقيره في أنحاء العالم تمتلك اغنى ثروات و موارد أكثر بكثير من الدول التي على رأس الهرم و هذا هو أحد أهداف الرأسماليه لتبرر للعالم الندرة في الغذاء و الموارد حتى تظل هي التي تهيمن على اسرار اللعبه الاقتصاديه في العالم و أكد جون كينز أن ٦٠٪ من إيرادات الموازنه الامريكيه تعتمد على خلق صراعات و اضطرابات في البلدان الغنيه بالثروات من أجل تمرير أساليب الابتزاز و السيطره غير المباشره من خلال حكام مأجورين ليتوسع الرأسماليون ليزدادوَ ثراء و يزداد الفقراء فقراً و جوعاً و كل ما نراه اليوم من غلاء الأسعار و انتشار الاوبئه و الفقر و الحرب في كل الدول الفقيره هو نتأىج مخلفات السياسه الرسماليه من جهه و امريكا لوحدها من جهه اخرى.